Wednesday, November 21, 2012

عندما لا يكون لتلك الكلمات معنى ..



ازدحام شديد .. كثيرٌ من الوجوه الغريبة .. سيارات تسير بسرعات جنونية دون أن تلتفت لحياة الآخرين وكل ما يعنيها هو الوصول في أسرع وقت ممكن ... إنه حقًا عالم مجنون !

وسط هذا العالم هناك وجهان لطفلان تَملأهما البراءة ، لا يوجد في قاموس "الحياة" لديهم أي كلمة من الكلمات التي يهابها البشر .. لا يعرفان للموت معنى ، لا يعرفان للخوف معنى ، لا يعرفان للخطر معنى !!

كانا يقفان على حافة الطريق .. يريدان العبور للجهة الأخرى ، ولكن من مجنون يفكر في هذا !

قررا أن يخوضا تلك المغامرة دونَ أن يُلقيا بالًا لخطورتها ، غير عابِئين باحتمال فشل تلك المحاولة وما يعقب ذلك الفشل ! ربما كانت النتيجة الموت !! ..

ومهما حاولت نظرات المارة اقناعهما بألا يقدما على مثل هذا الفعل خشيةَ أن يموتَا فهناك حقًا خطر داهم يحدق بهم .. تساءلت أعينهما في براءة .. وما معنى كلمة الموت ، كلمة الخطر..!

و دون أي تفكير .. قررا أنها اللحظة المناسبة ، وما أن تقدما خطوة للأمام حتى حضر أحد سكان العالم المجنون محاولًا أن يضيفَ لقاموسهما بعض الكلمات الجديدة التي ربما لن يُسعفهما الوقت ليفهماها ...

"يابني أنت وهو حاسبوا ! " هكذا صاح بهما السائق بصوتٍ عالٍ قلق .. عكس حال الطفلين !!

ترقب الجميع رد فعلهما ، هل سينجيان ؟!

فجاء رد الطفلين أن اطمئنوا .. راجعين خطوة للخلف ..

مر الموقف بسلام واستطاع المارة أن يلتقطوا أنفاسهم مرة أخرى .. ثم عَلَت ضحكات الطفلين الفَرِحَين بإضافة تلك المغامرة لمجلد مغامراتهم معلنين للعالم أجمع كم هو أحمق من يفتقد الكثير من أجمل معاني الحياة عندما يلقي بالًا لتلك الكلمات السخيفة التي يمتلأ بها قاموسه ويقيد حياته وأحلامه وطموحاته بها !




2 comments:

  1. اللامنطقة أحيانا تفيد كثيراا..!

    ReplyDelete
    Replies
    1. فعلاا .. الطفل اللي جوانا اللي بيعدّي من غير ما يخاف دة هو اللي بيساعدنا دايما نطلع لـ قدام ، من غيره هنخاف نمشي خطوة !

      Delete