" أنا
عمري ما قصّرت مع حد .. فالمفروض محدش يقصّر معايا ! "
جملة أنهكت الكثيرين من سكان الأرض ! أعيتهم
بكاءً .. ربما كل ليلة !
إنه البحث عن الكمال في الأرض .. فَلْتَفِق !
لن تجد هذا الكمال.
كم ليلة قضيتها تفكر .. كم كان فلان نذل حين
لم يسأل وكم كان فلان "قليل الأصل" حين تصرف هكذا.
كم ليلة كنت سببا في حرب شنتها نفسك على نفسك
! لتصل في النهاية إلى قرار .. لن أكون طيبا بعد الآن...
من جديد يظهر حبنا نحن البشر للعب دور الضحية
!! دائما و أبدا نحب أن نكون الضحية !!
نستمتع بلعب هذا الدور مهما آلمنا ..!
اسمح لي ! أنت ضحية نفسك ولست ضحية الدنيا
ولا ضحية من حولك.
أنت من افترض وجود الكمال في الأرض .. افترضت
وجود من سيعاملك بمثالية و قضيت حياتك باحثا عنه في كل من عرفت.
فلنتصارح .. أنت أيضا لست مثالي ! مهما قلت
فلن أقتنع بوجود من هو مثالي !!
أنت أيضا أخطأت ووجدت من غفر لك ، أنت أيضا
نسيت السؤال عن شخص ما بحث فيك عن الكمال ذات يوم وصدم بك !
نظلم أنفسنا كثيرا ونظلم من حولنا باقتناعنا بأننا
مثاليون ولابد أن نُعامل بمثالية.
عبءٌ ثقيل أن تجبر أحدا أن يكون مثاليا دائما
ليرضي طموحاتك .. اهبط إلى أرضنا من فضلك وكفى بحثا عن تلك المثالية التي لن تجدها إلا بخيالك !
فلتواجه الحقيقة .. أنت لست مثالي وهم ليسوا
مثاليين ولن يكن أيا منكم كاملا ذات يوم.
