Sunday, September 1, 2013

ذلك الوداع المخيف

ما معنى الوداع؟ و ما الكلمات اللائقة للحظات الوداع؟ أو كيف نقرر أن ذلك وداعًا؟؟
لا أتساءل عن الوداع الذي يفرضه الواقع .. كالموت أو اختلاف المصائر الذي يجبرك على ألا تقابل بعض الأشخاص الذين كانوا يومًا جزءًا أساسيًا بحياتك - و لا أرى في ذلك الوداع ظلمًا أو ما يدعو للتساؤل .. هو فراق به بعض الوجع "اللازم" لحياتنا، وجع أنيق يهدينا الخبرات ويذكرنا بأن الجنة الخالية من أي ألم تنتظرنا فنعمل للوصول إليها و نجتهد. نبتعد عن أشخاص كان لقائنا بهم حتميًا لسببٍ ما، ولا يعني ذلك اللقاء أنهم سيكملون معنا رحلتنا في الحياة ..! – لكن أتساءل عن وداع نقرره بأنفسنا .. فجأةً نقرر أننا لن نلتقي ثانيةً بفلان أو نتوقع ذلك و نتعامل على أساسه!
دائمًا أفشل في كتابة كلمة كتذكار لأصدقائي .. لأنها قرارنا بأنه سيكون هناك وداع .
بل دائمًا أهرب من أن أكتب مثل تلك الكلمات، تفشل كل محاولاتي في كتابة كلمات أعلم حين أكتبها أن صاحبها يحتاجها ليتذكرني بها ..
فماذا أكتب! و كيف قرروا أن خطانا لن تلتقي ثانيةً؟ ربما يحدث .. ولكنها مازالت "ربما" !
و إذا حدث .. ألا يوجد بيننا من ذكريات ما يكفي؟ فما تأثير هذه الكلمة! إن كان بيننا موقف أو جملة مميزة فلتتذكرها دون أن تحتاج لتقرأها، و إن لم أكن مميزة لتلك الدرجة فلن يعنيك على أي حال ما سأكتبه!
أكره جدًا ذلك الوداع و أخافه .. أتحمل أن يختفي أشخاص من حياتي لأنها "سنة الحياة" لكن دون وداع أو قرار منّا، فقط ندع الأمور تسير كما هو مقدر لها و دون أن نضطر لأن نبحث عن كلمات مناسبة لموقف كهذا ..
ربما كان ذلك لإيماني بأن قرارتنا الخاطئة أو المتسرعة هي ما يوجعنا، لكن عندما يقدر الله لنا ألمًا فإنه سيمنحنا من القوة ما يكفينا لنتخطى ذلك الوجع.
نهايةً .. ليس لكلامي أي هدف .. مجرد ثرثرة لا فائدة لها إلا أنه حوار دار برأسي أردت التخلص منه ..